الأستاذ عمر العياشي- مفوض قضائي بتطوان

قد نجد أكثر من تعريف للتنمية، وقد نضطر إلى انتقاء تعريف من بين التعاريف المقدمة، وقد نعتبره تعريفا جامعا مانعا، تعريف نجعله مسلمة نبني عليها موضوعنا.

والملاحظ هو تشعب الموضوع ودليل تشعبه هو دليل كثرة تناوله وإيراده، ويبدو الأمر وكأنه تقرير قاعدة منطقية، كلما كثر تداول المصطلح كلما شق علينا تحديده بدقة،…أقول بدقة.
التنمية ترتبط بالعديد من المجالات وإن كان هذا الارتباط في حقيقته ينزع إلى مزيد من التوضيح والتدقيق والتخصص فإنه كذلك يكشف المعاني المستضمرة في لفظ “التنمية ”
فنجد مثلا التنمية البشرية و السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية… سلسلة اقترانات كثيرة ،ومع ذلك فالضرورة المنهجية تحتم التوقف عند بعض التعريفات ولو على وجه الاستئناس.
على مستوى اللغة تدل التنمية على النمو والزيادة والنماء والكثرة والوفرة والمضاعفة.
أما على المستوى الإصطلاحي  فيختلف مفهوم التنمية من مجال إلى آخر كما رأينا سلفا، فقد يتخذ دلالة اقتصادية أو دلالة اجتماعية أو دلالة ثقافية… يتبين أنه حمال دلالات.
لنتوقف مثلا عند مفهوم التنمية المستدامة فقد ظهر المصطلح لأول مرة في منشور أصدره الاتحاد الدولي من أجل حماية البيئة سنة 1980، لكن تداوله على نطاق واسع لم يحصل إلا بعد أن أُعِيد استخدامه في تقرير “مستقبلنا المشترك” المعروف باسم “تقرير برونتلاند”، والذي صدر 1987 عن اللجنة العالمية للبيئة والتنمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، تحت إشراف رئيسة وزراء النرويج آنذاك غرو هارلم برونتلاند.( https://www.aljazeera.net/encyclopedia/conceptsandterminology/2015/11/30/التنمية-المستدامة).
ونظرا لأهمية الموضوع نجد أن الأمم المتحدة تبنت جدول أعمال التنمية المستدامة سمتها أهداف التنمية المستدامة متمثلة في 17 هدفا في سبيل إنقاذ العالم،ونظرا لأهميتها نوردها بقليل من التفصيل.

  • الهدف 1: القضاء على الفقر: فلا بد من أن يكون النمو الاقتصادي شاملا للجميع بحيث يتيح وظائف مستدام ويعزز المساواة.
  • الهدف 2: القضاء التام على الجوع: يتيح قطاع الغذاء والزراعة حلولا رئيسية للتنمية، وهما قطاعان محوريان في جهود القضاء على الجوع والفقر.
  • الهدف 3: الصحة الجيدة والرفاه: ضمان أنماط العيش السليم وتعزيز الرفاه للجميع هما أمران ضروريان لتحقيق التنمية المستدامة.
  • الهدف 4: التعليم الجيد: الحصول على التعليم الجيد هو الأساس في تحسين معايش الناس وتحقيق التنمية المستدامة.
  • الهدف 5: المساواة بين الجنسين: المساواة بين الجنسين ليست حقا أصيلا من حقوق الإنسان وحسب، وأنما كذلك ضرورة من ضروريات وجود عالم مستدام ينعم بالإزدهار والسلام.
  • الهدف 6: المياة النظيفة والنظافة الصحية: إمكانية حصول الجميع على المياه النظيفة هي مكون أساسي من مكونات العالم الذي نبتغيه
  • الهدف 7: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة: الطاقة هي مسألة مركزية في كل التحديات الماثلة والفرص المتاحة
  • الهدف 8: العمل اللائق ونمو الاقتصاد: علينا أن نعيد النظر في الأفكار السائدة في اقتصادنا وأدواته والسياسات الاجتماعية الرامية إلى القضاء على الفقر
  • الهدف 9: الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية :الاستثمار في الهياكل الأساسية هو شأن حاسم في تحقيق التنمية المستدامة
  • الهدف 10: الحد من أوجه عدم المساواة: الحد من التفاوت داخل البلدان وفي ما بينها.
  • الهدف 11: مدن ومجتمعات محلية مستدامة: التغلب على ‏التحديات التي تواجهها المدن بطرائق تتيح لتلك المالدن مواصلة الانتعاش والنمو.
  • الهدف 12: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان: تستهدف أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة ”إنتاج المزيد بشكل أفضل وبتكلفة أقل.
  • الهدف 13: العمل المناخي: يضمن التوصل إلى حلول لتغير المناخ عدم تعثر التقدم المحرز  بسبب تلك الظاهرة، وتمتع اقتصادات البلدان بالصحة والقدرة على التكيف
  • الهدف 14: الحياة تحت الماء: إن محيطات العالم هي التي تقف وراء ‏النظم العالمية التي تجعل كوكب الأرض صالحاً لسكنى البشرية.
  • الهدف 15: الحياة في البر: تشكل إزالة الغابات والتصحر  تحديين رئيسيين يؤثران في معايش ملايين الناس. وتُبذل حثيثة في إدارة الغابات ومكافحة التصحر
  • الهدف 16: السلام والعدل والمؤسسات القوية: تشجيع وجود المجتمعات السلمية الشاملة للجميع، وتوفير إمكانية اللجوء إلى القضاء، وبناء مؤسسات فعالة خاضعة للمساءلة
  • الهدف 17: عقد الشراكات لتحقيق الأهداف: يتطلب تحقيق التنمية المستدامة تكوين شراكات ناجعة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني تُبنى على أهداف ورؤى مشتركة

عسى أن يكون هذا التدقيق قد قربنا بما فيه الكفاية من موضوع التنمية… وهو التدقيق الذي يبين أهمية الموضوع لذلك فإن تناولنا له من خلال العنوان التالي: النموذج التنموي الجديد،من السؤال إلى الجواب،يقتضي منا تناوله عبر سلسلة حلقات في كل حلقة سنتناول محورا من محاوره بشيء من التفصيل ، باعتبار الموضوعية تقتضي إيراد أكثر من رأي واتجاه.
وعليه فقد ارتأيت أن تكون المحاور على النحو التالي:

1.النموذج التنموي الجديد على ضوء الخطاب الرسمي.
2.لجنة الإعداد التركيبة والمهمة و الأسلوب.
3. نبذة عن الاستشارات والانتظارات.
4.التقرير.

يتبع…

اترك تعليقاً